تصريحات صحفية أدلى بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، السيد جير أو بيدرسن

15 فبراير 2019

تصريحات صحفية أدلى بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، السيد جير أو بيدرسن

السيد بيدرسون: كما تعلم، كنت أسافر كثيرًا وبالطبع [شعرت] أن واجبي الأول هو الذهاب إلى دمشق والمناقشة مع الحكومة ثم الذهاب إلى الرياض لمناقشة الأمر مع هيئة التفاوض السورية. أعتقد ان استقبالي في كلا المكانين كان إيجابي للغاية وأجرينا مناقشات متعمقة حول تفويضي. وكما تعلمون جميعًا، أن مكلف بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254.

أخبرت كلاً من الحكومة وهيئة التفاوض السورية في الرياض، وأقول لجميع السوريين، أنني أسعى جاهدا لتحقيق رؤية سوريا المستقبلية، بناءً على قرار مجلس الأمن 2254، بجوانبه كافة. لقد شددت على احترام وحدة وسلامة الأراضي السورية وسيادة سوريا، وعلى ضرورة بناء الثقة وعلى أننا بحاجة إلى احترام اتفاقية وقف إطلاق النار، وبالطبع سنواصل جهود مكافحة الإرهاب.

كما تناولت جميع القضايا المتعلقة بالحوكمة والعملية والدستورية والحاجة إلى انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، وطبعا أجريت مناقشات مكثفة حول قضية اللاجئين وحالة النازحين والتحديات الإنسانية ومسألة إعادة الإعمار.  

لقد أبلغت جميع الجهات المحاورة لدي، بما في ذلك الأطراف السورية، عن رغبتي في مواصلة المناقشات حول اللجنة الدستورية وتطوير العمل الذي نفذه المبعوث الأسبق.   

ينص قرار 2254 عن عملية ميسرة من قبل الأمم المتحدة تهدف إلى صناعة الدستور وتؤدي في ما بعد إلى عقد انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة. في منظوري، اللجنة الدستورية هي مفتاح العملية السياسية، لكن بالتوازي مع ذلك نحتاج أيضًا لمعالجة قضايا أخرى. آمل أن أتمكن من مناقشة ذلك بمزيد من التفاصيل مع كل من الأطراف السورية والحكومة في دمشق وبالطبع هيئة التفاوض السورية، وذلك كله جزء من بناء الثقة والطمأنينة.  

إن قرار 2254 واضح جدًا عندما يتعلق الأمر بالحاجة إلى إجراءات بناء الثقة. أعتقد أننا بحاجة إلى رؤية تغيير المسار على أرض الواقع في سوريا، وأن نتمكن أيضًا من المضي قدمًا لبناء الثقة بين الشعب السوري.

في كل من دمشق والمعارضة في الرياض، ناقشت القضايا المتعلقة بالمعتقلين والأشخاص المفقودين، وهذا عنصر هام في قرار مجلس الأمن 2254 وأيضا جزء من تفويض ثلاثي أستانا. وربما لاحظت أنه كان هناك مرحلة ثانية من إطلاق سراح المعتقلين حيث تم الإفراج عن 20 شخص من كل جانب. نحن بحاجة إلى مواصلة العمل في هذه القضية ونأمل أن نكون قادرين على زيادة عدد الأشخاص الذين سيتم إطلاق سراحهم وكذلك الحصول على توضيح بشأن الأشخاص المفقودين.

أؤكد دائمًا أنه لا يوجد إلا بالتفاوض، ففي الحل التفاوضي سيضطر الطرفين إلى الجلوس معا وبدء مفاوضات حقيقية، وتكمن مهمتي في مساعدة الأطراف والتيسير. أعتقد أن وظيفتي ستزداد تعقيدا، وسأهدف إلى سد الفجوات الكبيرة جدًا، وأعتزم أن أكون وسيط محايد ودقيق وحازم، وأتعامل بشكل مباشر مع جميع الأطراف ومن ثم إيجاد طريقة لحل القضايا التي أحرزت تقدما كبيرا لغاية الآن.

سوف نعمل على تحديد الاختلافات على الأمل إيجاد قواسم مشتركة. شكرا جزيلا.

سؤال: كنت أتساءل فقط عما إذا كان بإمكانك قول شيء ما حول طبيعة النهج الذي ستتبناه والمختلف عن النهج الذي اتبعه المبعوث السابق السيد دي مستورا، وأيضًا سواء كنت تخطط لإجراء محادثات في جنيف في أي وقت قريب.

السيد بيدرسون: طبعا، آمل أن أتمكن في أقرب وقت ممكن من جمع اللجنة الدستورية للاجتماع هنا في جينيف، وآمل أن يكون ذلك عندئذ بداية لمناقشات هامة تفتح الأبواب لعملية سياسية تؤدي إلى نتيجة حل متفق عليه للنزاع.

هذا ليس الوقت المناسب لمناقشة ما إذا كان سيكون لدي نهج مختلف عن ستافان [دي ميستورا]. وكما ذكرت أن الظروف كانت مختلفة إلى حد ما عندما بدأ ستافان [دي ميستورا] مسيرته. أعتقد أن [هو وفريقه] قد حققوا الكثير، والسؤال الآن هو كيف يمكنني البناء على العمل الذي قام به ستافان وآمل أن أنجح في المضي قدمًا في العملية.

من الواضح أنك تعلم أن المشاركة مع المجتمع المدني السوري لا تزال في غاية الأهمية، وهنا أعتقد أن ستافان [دي ميستورا] قد طور بالفعل شيئًا جيدا وأتمنى أن أتمكن من البناء عليه. أريد أن ألتقي بأكبر شريحة ممكنة من الشعب السوري وخصوصا المجتمع المدني والنساء ومواصلة التركيز على الجانب الجنساني للأزمة.  تعاملت مع عدد لا بأس به من الأزمات الدولية، وخلال ذلك تعلمنا بعض الدروس. إذا أردنا تطوير حل سلمي مستدام فنحن بحاجة إلى مشاركة المجتمع المدني على أنواعه ومستوياته كافة، وعلى وجه خاص النساء، إذ أثبت لنا التاريخ أن الحلول لا تكون مستدامة في غياب النساء.

سؤال: لقد أوضحت أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي مروع وأن البلاد مدمرة، والآن عندما يبدو أن الأسد لا يزال في السلطة، فإن الكثير من الدول مثل الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها غير مستعدة لدفع تكاليف إعادة الإعمار. فما مدى قلقك من هذا الموضوع؟ ومن سيدفع تكاليف إعادة الإعمار في النهاية؟

السيد بيدرسون: أعتقد أنني سأجيب بالطريقة التالية: من الواضح أنه لكي تخرج سوريا من الأزمة تحتاج إلى نهج شامل، ومن الواضح أن هذا النهج يجب أن يؤدي إلى قدرة النازحين واللاجئين على العودة إلى ديارهم، ولكن بالطبع هناك متطلبات معينة لحدوث ذلك، وستكون عودة اللاجئين الطوعية مهمة لمستقبل سوريا. بعد ذلك أن يكون لدينا عملية سياسية تمكن من تحقيق ذلك. عندما يحين الوقت المناسب، ستساهم الأمم المتحدة بالتأكيد في إعادة إعمار سوريا، لكن كما تعلمون جميعًا، تعتمد الأمم المتحدة على مجتمع المانحين لتتمكن من المضي قدمًا في هذه القضايا. لذلك، هذه قضية مهمة للغاية وفي غاية التعقيد، نحن بحاجة إلى حل شامل للأزمة. ولكن من العدل القول إن التجارب القديمة علمتنا أن أي اتفاقية سلام، إن أردنا أن تكون مستدامة، بحاجة إلى وظائف وأمن وعدالة.

سؤال: شكرًا لك. لقد كان تسجيلك غير الرسمي صريحًا جدًا وهذا جيد أيضًا. لكن ما يشغلني هو قضية إدلب. نظرًا لأنك أوضحت بعض التفاصيل، هل سيكون ذلك مهمًا بالنسبة لك، وما مقدار الاهتمام الذي ستعطيه؟ وهل كان من الأفضل لو كانت الحكومة السورية هي المسيطرة على هؤلاء الناس؟

السيد بيدرسون: اسمح لي أن أقول أن الاتفاقية بين روسيا وتركيا، التي أعتقد أنها تمت في تشرين الأول من العام الماضي، مهمة للغاية، وأعتقد أنك تعلم أنها ساعدتنا في تجنب كارثة إنسانية. تابعت عن كثب المناقشات بين روسيا وتركيا حول هذا الأمر ويسعدني أن أرى أن التركيز الآن ينصب على إيجاد حل سلمي للأزمة، وهذا بالطبع نداء من الأمم المتحدة، ويتعين علينا القيام بكل ما في وسعنا لضمان عدم حدوث أزمة إنسانية جديدة تفوق التصور. نحن نتابع ذلك لغاية الآن، ونتفهم تماما أن الوضع مع هيئة تحرير الشام التي تسيطر على المنطقة لا يمكن أن تستمر في المستقبل. مع ذلك، يسرنا رؤية التزام لإيجاد حل سلمي للأزمة.

سؤال: لست أدري كم من الوقت ستستمر في وظيفتك، لكن هل ستشعر بحلول النهاية أنك كنت ستفشل في حال لم تقف على المنصة مع رجلين يتصافحان ويعلنان أن هذه هي نهاية الحرب؟ هل تتوقع الوصول إلى هذه النقطة خلال فترة ولايتك؟

السيد بيدرسون: لن أصف لك تصوري للموقف، لكن نعم، وبالطبع، ان الهدف هو الوصول إلى نتيجة بالتفاوض يتفق عليها الطرفين وبدعم دولي، وأن تكون تلك اللحظة بداية لسوريا جديدة. الإمكانيات هائلة في سوريا، ولكي نتمكن أن نقول أننا وصلنا إلى مرحلة نكون فيها قادرين على ترك ثماني سنوات من الصراع خلفنا، وأننا كسوريين نتفق أن الطرفين قادرين على رسم مستقبل جديد للسوريين، عندها يمكننا القول بأننا حققنا النجاح.

سؤال: هل تعتقد أن إعلان الولايات المتحدة للانسحاب من سوريا سيشكل ضرر على استمرار المفاوضات، أم سيسهل المضي قدما فيها؟

السيد بيدرسون: سأجيب باختصار: حاليا، لا أعرف، لكن سنفهم ذلك في المستقبل.

سؤال: لقد تحدثت عن عقد اجتماع اللجنة الدستورية في أسرع وقت، ما قصدك في جملة "في أسرع وقت،" وهل توجد إجراءات محددة لبناء الثقة تسهم في تحقيق تقدم في المستقبل القريب؟

السيد بيدرسون: بخصوص السؤال الأخير، ما زال الوقت سابق أوانه للإعلان عن ذلك، لكن نعم، لدينا بعض الأفكار التي نعمل على تنفيذها، ولكن كما قلت، من المهم للغاية الآن بناء الثقة مع الحكومة ومع هيئة التفاوض السورية، وبناءً على ذلك نأمل أن نكون قادرين على المضي قدما. فيما يتعلق باللجنة الدستورية، قمنا بإجراء مناقشات جيدة مع الأطراف المعنية، وأعتقد أننا تمكنا من تحديد التحديات واتفقنا على آلية للمضي قدما، وفي رأي هذه علامة إيجابية للغاية.

شكرا.