نص التصريحات التي أدلى بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، السيد جير أو بيدرسن، لاحقا لاختتام الجلسة الخامسة للهيئة المصغرة للجنة الدستورية السورية

29 يناير 2021

نص التصريحات التي أدلى بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، السيد جير أو بيدرسن، لاحقا لاختتام الجلسة الخامسة للهيئة المصغرة للجنة الدستورية السورية

شكرا جزيلا جينيفر، ويسرني رؤيتكم جميعا. مساء الخير أو صباح الخير لهؤلاء الذين لا أتمكن من رؤيتهم.

لقد اختتمنا للتو الجلسة الخامسة للهيئة المصغرة للجنة الدستورية السورية وقمت بتقديم تصريح لأعضاء اللجنة ال 45، ومن الإنصاف القول أن الجلسة كانت عبارة عن تقييم واضح وصريح ومباشر لوضعنا ولما توصلنا.

أخبرت الأعضاء ال 45 في هيئة صياغة الدستور أنه لا يمكننا الاستمرار بهذا الشكل نظرا لخيبة الأمل التي تعرضنا لها خلال الأسبوع. لقد قمت بوضع بعض الأشياء التي قد نتمكن من إنجازها قبل بدء الاجتماع، لكن للأسف لم نتمكن من تحقيق ذلك، وفي اعتقادي أن السبب ناتج عن غياب الفهم اللازم لكيفية إحراز التقدم في داخل اللجنة.

وكما أخبرت مجلس الأمن، كنت قد تلقيت مقترحات من ]السيد[ البحرة، الرئيس المشارك من هيئة التفاوض السورية، حول أساليب عمل للجنة السورية، وتم تسليم هذه المقترحات للكزبري.

يوم الأحد، أجريت حوارات مكثفة مع الرئيسين المشاركين للوصول إلى اتفاق حول كيفية التقدم للأمام، حيث أوضح الكزبري في مرحلة مبكرة بأن مقترحات ]السيد[ البحرة غير مقبولة، لكنه قبل أن أقوم بتوصيل بعض المقترحات حول كيفية دفع هذه العملية إلى الأمام. قمت لاحقا بتقديم مقترح للرئيسين المشاركين على أمل الوصول إلى اتفاق عمل خلال اليومين الأوليين للجنة، لكن المرشح الحكومي الكزبري رفض عرضي والرئيس المشارك البحرة وافق عليه. بدأنا اجتماعنا صباح الإثنين من غير الوصول إلى منهجية متفق عليها حول كيفية الاستمرار، أي بمعنى آخر، استمر الاجتماع بنفس الطريقة المتبعة خلال الاجتماعات الأربعة السابقة. 

ملخص اليوم هو أن هذا الأسبوع أظهر عدم فعالية النهج المقترح، ولا يمكننا مواصلة الاجتماعات ما لم يتم تغيير الوضع الحالي، وهذا ما قلته لأعضاء اللجنة ال 45 وما تبعه من نقاشات مع الرئيسين المشاركين. كما أوضحت لهم أننا بحاجة لتعاون أفضل بين الرئيسين المشاركين، إما من خلالي أو من خلال الجلوس معا وإجراء النقاش. بعد ذلك علينا إنتاج خطة عمل حول كيفية تنظيم الاجتماعات في المستقبل.

آمل أن أتمكن من الذهاب إلى دمشق في المستقبل القريب للبحث في الأمور سالفة الذكر، وحتما عقد مناقشات مع الحكومة في دمشق حول كيفية تنفيذ الجوانب الأوسع نطاقا لقرار مجلس الأمن 2254.

سأقوم بالطبع عقد النقاش ذاته مع هيئة التفاوض السورية ولا شك أنني سأجتمع مع الروسيين والأتراك والإيرانيين والأصدقاء من الدول العربية وحتما مع الأوروبيين، وآمل أيضا مع الحكومة الأمريكية الجديدة.  لكن أولا وقبل كل شيء، يتوجب علي إيجاد حل بين الرئيسين المشاركين.  

لغاية الآن، من الواضح أننا لم نتمكن من الاتفاق على موعد الاجتماع الجديد، وحتى ذلك الحين، سأبقى على تواصل معكم. لكن قبل ذلك، سأقوم بتقديم إحاطة لمجلس الأمن (غالبا في 9 شباط)، وطبعا الخوض في مزيد من التفاصيل حول الأمور التي قمنا بمناقشتها خلال هذا الأسبوع.

شكراً.

سؤال: أتصور بأنك تشعر بخيبة أمل كبيرة. هل يمكنك تأكيد ما إذا شارك ممثلي الحكومة في كل ذلك سواء كان في عملية الصياغة الفعلية للدستور، أم أنها كانت مجرد نقاشات؟ بمعنى آخر، هل توصلتم إلى قلب المسألة، وهل كانت هناك مشاركة من طرفهم، وهل قاموا بتقديم أي مداخلات فعالة خلال هذه الجلسة؟ كما قلت إنك على أمل لعقد نقاش مع الحكومة الأمريكية الجديدة، فيا ترى هل لديك أي نوع من الأمل بخصوص جهة الاتصال هذه، وهل توجد مخططات للمستقبل القريب؟

السيد بيدرسون: كنت قد أخبرت أعضاء اللجنة ال 45 بأن الأيام الخمسة الماضية شهدت مداخلات ممتازة، إلا أنها افتقرت إلى آلية تمكننا من استخدام هذه المداخلات من خلال ما أسميه مداخلات نصية في عملية تمكننا من البدء في إيجاد المواطن التي نتفق عليها وتلك التي نتعارض عليها ومن ثم التحرك نحو عملية سليمة وملائمة لكتابة نصوص الدستور. التحدي الأساسي أمامي هو أننا نفتقر إلى ذلك. بحلول نهاية الجلسة، قام الوفد المرشح من قبل الحكومة بتقديم مداخلة لم أتمكن من قراءتها بعد، إذ أنها كما قلت، قُدمت في نهاية الجلسة. في وقت سابق، قامت هيئة التفاوض السورية بتقديم مجموعة قليلة من المبادئ الدستورية، 9 مبادئ ومن ثم نقاشات ومبادئ دستورية مقدمة من أعضاء الثلث الأوسط، وبالطبع شهدت الجلسة تبادل للآراء فيما يتعلق بالمواضيع سالفة الذكر، وكما قلت سابقا، سأستغرق وقت في تحليل كل ما تلقيناه من طرف الحكومة.

أما بخصوص التفاعلات المحتملة مع الحكومة الأمريكية الجديدة، سأعاود الاتصال بكم في لحظة حصولها.

سؤال: بقدر ما فهمنا أن الطرف الحكومي هو أكثر ما خيب ظنك، وان المعارضة زودت اللجنة الدستورية ببعض المواد لصياغة الدستور. هل وجدت الفرصة للتحدث مع إيران والوفد الروسي الموجود هنا؟ من لديه تأثير على الجانب الحكومي؟ وفي حال تمكنت من التحدث إليهم، ما الذي قالوه حول ذلك؟

السيد بيدرسون: أتمنى أن تكون الحياة بهذه البساطة إذ حينها سأكون قادرا على مشاركتكم كل ما يدور من نقاش مع المحاورين الدبلوماسيين، إلا أن ذلك غير ممكن. لكنك على حق تماما، إذ إني عقدت اجتماعات جيدة مع المحاورين الروسيين والإيرانيين والأتراك، وكما قلت سابقا، مع نطاق واسع من الدول، وستستمر هذه الاجتماعات وحتى بشكل مكثف خلال الأيام المقبلة.

سؤال تابع: هل صحيح أن أكثر ما خاب ظنك من الحوارات التي تمت خلال الأسبوع كان من طرف الحكومة؟

السيد بيدرسون: اعتقد اني قمت بتوفير وصف صادق لوضعنا في هذه العملية.

سؤال: أتساءل ان كان بإمكانك تزويدنا بمعلومات حول الأشياء التي ظننتها قابلة للتحقيق على أرض الواقع؟ ومن خلال النقاشات التي تبعتها حول المبادئ الدستورية التي قدمتها هيئة التفاوض السورية، هل شهدت أي مشاركة جادة من الطرف الآخر فيما يتعلق بهذه المبادئ التي تعتبرها مفيدة لنقاشات محتملة في المستقبل؟

السيد بيدرسون: لا زال الوقت مبكر للدخول في نقاشات مفصلة حول كل ما تم تقديمه وفقا لما أشرت إليه. لكن لن أقول سوى ما يلي: أعرف من خلال تفاعلاتي مع أعضاء اللجنة وبناء على ما نعرفه لغاية الآن، أنه من الممكن تحديد ما أسميه بالقواسم المشتركة. لكننا بحاجة لتطبيق هذه الآلية، وهذا ما أطالب فيه. كما تعرف أن هذه ليست لجنة حوار، إذ يمكنك التحاور للأبد. علينا تحريك العملية بطريقة تمكن الأعضاء من تحديد المواطن التي يتفقون عليها وتلك التي يتعارضون عليها، وبعد ذلك سنتمكن من التنقل إلى مرحلة الصياغة. وهذا ما نفتقر إليه حاليا. 

سؤال: خلال الاجتماعات العشرة، قامت المعارضة بتقديم نحو 10 نصوص، وقدم المجتمع المدني مبادئ عدة، غير أن الوفد الحكومي اكتفى بالحوار العام. سؤالي هو، كيف أثر مسار أستانا على هذه الجلسة؟ وهل سيتم عقد اجتماع في سوتشي خلال الشهر القادم؟

السيد بيدرسون: لن أحاول حتى وصف طريق عمل الثلاثي أستانا، واعتقد أن تقوم بطرح هذا السؤال عليهم. لكن الأعضاء الثلاث في مجموعة أستانا أخبروني بأنه سيتم عقد اجتماع في سوتشي خلال الشهر القادم، لذا أعتقد أن ذلك تم تأكيده، لكن تأكد من الثلاثي أستانا حول الموعد المحدد.  

سؤال: شكراً يا سيد بيدرسون. يبدو أن جينيفر لم ترغب أن أطرح سؤالي. تحدثت عن تغيير المنهجية من أجل تحريك العملية للأمام، وقد لاحظنا أن هذه النقاشات في حالة ركود ولا تتحرك إلى الأمام، ما هي المنهجية التي تقترحها من أجل تحريك هذه النقاشات إلى الأمام؟

السيد بيدرسون: شكرا على سؤالك. لقد أجريت نقاش مفصل مع الرئيسين المشتركين في هذا الموضوع، وقد قاموا بتلقي بعض الأفكار مني وبتفصيل أكثر مما قلته لمجلس الأمن، لذا قمت الآن خلال نقاشات المتابعة مع الرئيسين المشتركين بتشجيعهم على الاستمرار في التحاور معي لكي نتمكن من العمل معا.  وكما قلت، آمل أن أتمكن من الاستمرار في هذا النقاش مع هيئة التفاوض السورية وأتمنى أن يستمر النقاش عندما أذهب إلى دمشق.