بيان نائبة المبعوث الخاص إلى سوريا
ي الأيام الأخيرة، حظيت بشرف التواصل مع العديد من النساء السوريات في مختلف أنحاء سوريا وأولئك اللاتي أجبرن على النزوح. هؤلاء النساء عضوات في شبكات دافعت عن حقوق النساء السوريات لعقود من الزمن وخلال ما يقرب من أربعة عشر عامًا من الصراع، وتشمل عضوات المجلس الاستشاري النسائي السوري والعديد من النساء المرتبطات بغرفة دعم المجتمع المدني.
لقد سلطت محادثاتي الأخيرة الضوء على التحديات العميقة والتعقيدات التي اتسمت بها هذه الفترة. وقد شاركت العديد منهن مشاعر متضاربة من الأمل والخوف وسط بيئة من عدم اليقين. تسعى هؤلاء النساء إلى الحماية من الانتقام والأذى. ويسعين إلى ضمانات بأن أدوارهن ومكانتهن العامة والخاصة سوف تحظى بالاحترام، وترسيخها والبناء عليها من قبل الأطراف المتفاوضة في سوريا طوال فترة الانتقال وما بعدها. ويسعين إلى ضمانات بأن العملية السياسية، ونتائجها، سوف تضمن حقوقهن. لأن الواقع يظل كما هو، حيث أفادت العديد من النساء السوريات في السنوات الأخيرة أيضًا بردود فعل عنيفة كبيرة على أدوارهن في المجتمع.
وبينما يواصل هذا المكتب القيام بمسؤولياته، فإنه سيواصل الاستفادة من قدرات هؤلاء النساء السوريات، في الوقت ذاته المناصرة نيابة عن احتياجات النساء والفتيات في إطار السعي إلى حل سياسي شامل.
كما تحدثت هؤلاء النساء عن سوريا التي يرغبن في بنائها؛ سوريا التي تضمن وحدتها وسلامة أراضيها وسيادتها واستقلالها. وهن يأملن في مجتمع تعددي تتفاعل فيه مكونات سوريا في وئام والتزام بحماية بعضها البعض. وهن يسعين إلى سيادة القانون ومؤسسات عاملة بما يتماشى مع القانون الدولي وحرية الفكر والتعبير والعمل. وهن ملتزمات ببناء سوريا التي طالما تمنين رؤيتها.
والى هؤلاء السيدات أود أن أحيي شجاعتكن وتحملكنّ، وأن أفي بالالتزام بمواصلة العمل نيابة عنكن.