تصريحات صحفية أدلى بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، السيد جير أو بيدرسن، لاحقا لإحاطة مجلس الأمن بشأن سوريا

28 فبراير 2019

تصريحات صحفية أدلى بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، السيد جير أو بيدرسن، لاحقا لإحاطة مجلس الأمن بشأن سوريا

السيد بيدرسون: أود أن أعبر عن سروري بمناسبة مرور ثمانية أسابيع على ممارسة وظيفتي. لقد سمعتم للتو التصريح الذي أدليت به، وسمعتم أنني حصلت على الدعم الذي أردته من مجلس الأمن، وكما قلت في الإحاطة التي قدمتها إلى المجلس، ان التحديات هائلة وجميعكم على دراية أن مهمتي ستكون صعبة بالطبع. لكنني بدأت على أساس أنني بحاجة إلى بناء الثقة – مع الحكومة في دمشق، ومع المعارضة -ولكني أيضًا أحاول بناء الثقة داخل المجتمع الدولي، وسيتعين علينا أيضا معالجة الانقسام الذي نشهده في المجتمع الدولي، والسعي لمعرفة كيف يمكن أن يسهم ذلك في دفع العملية إلى الأمام.

اسمح لي أيضًا أن أؤكد أننا ندخل الآن في العام التاسع من الصراع، وبالطبع يتوجب علينا تكثيف الجهود، من أجل الحالة الملحة للشعب السوري، لمحاولة إيجاد حل لهذا الوضع الذي أرهقنا لفترة طويلة.

سؤال: لقد ذكرت أنك تسعى وراء تحقيق حوار مشترك، ما قصدك بذلك؟ وعلى مستوى اللجنة الدستورية، أين نحن من حيث تشكيل هذه اللجنة؟

السيد بيدرسون: اسمح لي أن أبدأ باللجنة الدستورية. كما أعتقد أنك سمعت في المجلس ووفقا لما ذكره السفير الروسي، فقد أجريت مشاورات مكثفة على وجه الخصوص مع الروسيين حول هذا الموضوع وكذلك مع عواصم أخرى. أعتقد أننا نحرز تقدمًا ولكن لا تزال هناك قضايا لم يتم حلها، فنحتاج إلى الاتفاق على الأسماء، لكننا نحتاج أيضًا إلى الاتفاق على المعايير المرجعية والعناصر الأساسية للائحة الداخلية. لذا، وكما ذكرت، اننا نحرز تقدما، لكننا لم نصل إلى هدفنا بعد.

عندما يتعلق الأمر بالمجتمع الدولي، فأنت تعلم أن ذلك عمل مستمر. أن ذكرت أهمية بناء الثقة، وذلك أيضا سيستغرق بعضا من الوقت، لكنني أعتقد أننا نسير في الاتجاه الصحيح.

سؤال: إذن، هناك خلاف واضح بين روسيا والدول الغربية حول عملية إعادة إعمار سوريا، فهل تعتقد أن إعادة إعمار سوريا يجب أن تعتمد على العملية السياسية، أم يمكن البدء بها الآن؟

السيد بيدرسون: لقد استمعنا باهتمام شديد وعلمنا بوجود آراء مختلفة جدًا حول هذا الموضوع. أعلم أنه من الواضح تمامًا أن أكبر المانحين لن يشاركوا في عملية إعادة الإعمار قبل أن يروا بداية عملية سياسية ذات مصداقية. ليس من واجبي الذهاب وتوزيع سمات على مختلف الفاعلين الدوليين، لكنني سآخذ ذلك بعين الاعتبار وسأجري حوار مكثف حول ذلك مع جميع الأطراف، وكذلك حول التحديات الاقتصادية والاجتماعية للشعب السوري وحاجاته الإنسانية.

سؤال: سؤال تابع: لقد قمت بطرح فكرة المنتدى المشترك وذكرت تواجد خمسة جيوش تحارب دولية في سوريا. ما الذي تخطط له؟ هل سيكون ذلك إحياء للمجموعة الدولية لدعم سوريا أم ماذا؟

السيد بيدرسون: المجهود الذي تبذلونه هنا جيد، لكنني لن أقدم لك أي تفاصيل أكثر مما أعطيته للتو لمجلس الأمن، وآمل أن أكون قادرًا على إخبارك عن التقدم المحرز في هذا الملف في الوقت المناسب.

سؤال: لدي سؤالين: أولا، لقد خرج الأسد للتو من سوريا لأول مرة منذ سبع أو ثماني سنوات وذهب لزيارة إلى إيران، هل تعتقد أن ذلك مهم لحالة ما بعد الحرب؟ ثانيا، هناك جهد تشريعي في الكونغرس الأمريكي للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، هل سيساعد ذلك أم يضر بمهمتك؟

السيد بيدرسون: اسمح لي أن أبدأ بالسؤال الأخير حول الجولان. صرح مجلس الأمن بوضوح كبير أن الجولان تقع في الأراضي السورية، والجانب الأول من [القرار] 2254 هو بالطبع وحدة وسلامة الأراضي السورية. عندما يتعلق الأمر بزيارة الرئيس الأسد إلى طهران، ليس لدي معلومات إضافية لا تعرفونها حول الموضوع.

سؤال: من أصعب القضايا بالنسبة للعملية السياسية هي مسألة مشاركة الأكراد الذين تم استبعادهم إلى حد كبير -كما تعلم، أنهم ثاني أكبر مالك للأراضي في سوريا بعد الحكومة السورية - ماذا ستفعل بشأن ذلك وهل لك أن تعطينا فكرة عن مشاركتهم في اللجنة الدستورية؟

السيد بيدرسون: كما تعلمون جميعًا، ان الأكراد السوريين هم بالفعل جزء من العملية، ولقد التقيت بممثل عنهم. لكنني أعتقد أنك تشير بشكل خاص إلى قوات الدفاع الذاتي في الشمال الشرقي من البلاد، وهم لا يشكلون جزء من العملية السياسية حتى الآن. أعتقد أن هذا ممكن أن يتحول إلى تحد في المستقبل، لذلك من المهم أن نتعامل مع هذه المشكلة بطريقة مناسبة.

سؤال: لقد تحدثت عن اللجنة الدستورية كعنصر واحد من خمسة عناصر، ورأينا مع السيد دي ميستورا أن ذلك كان جهده الرئيسي خلال شهوره الأخيرة، فهل ذلك يعني أنك خفضت هذا العنصر في خطتك؟ أم أنك تخطط للعمل على هذه العناصر الخمسة على أساس متوازي -أين تقع اللجنة الدستورية بالضبط من حيث التسلسل؟

السيد بيدرسون: أعتقد أنك فهمتني بشكل صحيح -نحن نقوم بالكثير من العمل بالتوازي، ونرى اللجنة الدستورية كإحدى العناصر الطبيعية في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، لكن كما ذكرت في إحاطتي، اللجنة ليست العنصر الوحيد. أعتقد أنه من المهم للغاية أن نعمل على القضايا الأخرى وكنت أذكر على وجه الخصوص بناء الثقة مع الحكومة في سوريا ومع هيئة التفاوض السورية، ومن خلال ذلك نحاول إقامة حوار حقيقي. وكما ذكرت أيضا في الإحاطة أن لدي اتفاق مع الحكومة، مع هيئة التفاوض السورية، اننا سنتعمق في هذا الحوار. لذا ما يمكننا القيام به هو التعمق في القضايا وتحديد المجالات التي نتفق فيها والمجالات التي لا نتفق فيها، ومن ثم استخدام القواسم المشتركة للمضي قدمًا في العملية، وهذا هو طموحي.

شكرا.