نص المؤتمر الصحفي الذي عقده المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا جير أو بيدرسن في ختام الأسبوع الأول من جلسات عمل الهيئة المصغرة التابعة للجنة الدستورية السورية

8 نوفمبر 2019

نص المؤتمر الصحفي الذي عقده المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا جير أو بيدرسن في ختام الأسبوع الأول من جلسات عمل الهيئة المصغرة التابعة للجنة الدستورية السورية

لقد اختتمنا للتو أسبوعين أعتقد أنهما شهدا مناقشات ناجحة. وكما تذكرون، افتتحنا بحفل رسمي يوم الأربعاء الماضي وسار الأمر بشكل جيد للغاية، ثم واصلت الهيئة الكبيرة المكونة من 150 مناقشاتها بشأن الأفكار والمبادئ الدستورية وكيف يمكن لها أن تساعد في إيجاد ترتيب دستوري جديد لسوريا.

وأجرينا هذا الأسبوع مناقشات مكثفة فيما بين أعضاء هيئة الصياغة البالغ عددهم 45 عضواً، 15 عضواً رشحتهم الحكومة، و15 عضواً رشحتهم المعارضة، و15 عضواً من المجتمع المدني.

أعتقد أننا أجرينا مناقشات جوهرية للغاية وجيدة جداً. واسترشدت المناقشات بمدونة قواعد السلوك التي تمكنا من الاتفاق عليها أثناء الأسبوع الأول من المناقشات. واسمحوا لي في البداية أن أثني على الرئيسين المشاركين لقيادتهما المناقشات بشكل مهني للغاية، السيد الكزبري من جانب الحكومة والرئيس المشارك السيد البحرة من المعارضة. أعتقد أنهما أدارا المناقشات بطريقة عملية جداً، كما نجحا، على ما أعتقد، في المساعدة على توجيه المناقشات فيما هو، بطبيعة الحال، مجموعة متنوعة للغاية، وبصراحة، مستقطبة جداً في كثير من الأحيان، وهو أمر متوقع.

ولكن، أود أيضاً أن أثني على أعضاء اللجنة الـ 45، أعتقد أنهم بدأوا بالاستماع إلى بعضهم البعض بشكل جدي للغاية، وهذا أمر كما تعلمون يستغرق بعض الوقت. فهذه مناقشات مؤلمة جداً في بعض الأحيان، حيث يحتاج الأمر إلى شجاعة لكي تجلس وتصغي إلى الطرف الآخر وهو يعرض وجهات نظره بشأن هذه القضايا، ولكن أعتقد أننا بدأنا في معالجة القضايا الصعبة والمؤلمة على حد سواء. وأعتقد أنه من المنصف القول بأن المناقشات كانت مهنية للغاية.

كما أعتقد أن الجولة الأولى من المناقشات قد بدأت عملية بناء، شيء من، ما يمكن أن أسميه، بوادر الثقة المتبادلة. وبصراحة، أعتقد أنها سارت بشكل فاق بكثير توقعات معظم الناس.

فما هي الخطوة التالية إذاً؟

سوف يقوم أعضاء اللجنة الذين رشحتهم الحكومة، والأعضاء الذين رشحتهم المعارضة بالتفكير في المناقشات التي أجريناها، وسوف يعودون لإجراء مشاورات، وأتصور أنهم أيضاً سيتشاورون مع الأعضاء الـ 35 الآخرين في وفدهم ونأمل أن نتمكن بعد ذلك من التوصل إلى خطة عمل للاجتماعات القادمة. كما ستتشاور مجموعة المجتمع المدني مع الأعضاء الآخرين، 35 عضواً، وهم أعربوا أيضاً عن تقييم إجابي للغاية للمناقشات التي أجريناها لغاية الآن.

واتفق الرئيسان المشاركان على عقد اجتماع مرة أخرى هنا في غضون 14 يوماً، وبالتالي، ستبدأ جولة المناقشات المقبلة في 25 تشرين الثاني/نوفمبر.

لقد قلت منذ بالبداية بأنني آمل أن يسترشد عمل اللجنة الدستورية بجدية التحديات، وبأنها يجب أن تلبي تطلعات الشعب السوري، وأعتقد أن هذه كانت حقاً بداية جيدة جداً.

ولكنني أؤكد أيضاً أن اللجنة الدستورية وحدها ليست بالطبع حلاً للنزاع. وطبعاً، يتم تذكيركم جميعاً بذلك كل يوم عندما ترون التطورات على أرض الواقع. لذا، سأواصل بالطبع العمل على القضايا الأخرى، وطبعاً بحسب الولاية المنوطة بي تماشياً مع قرار مجلس الأمن 2254.

وأعتقد أننا وبينما نقوم بذلك، سنواصل التحضيرات أيضاً لجولات المناقشات المقبلة التي نعرف بأنها ستظل محفوفة بالتحديات، ولكن إذا تم القيام بها بنفس الروح التي طغت على مناقشات هذا الأسبوع، فإنني آمل أن نواصل إحراز التقدم. شكرا.

س: السيد بيدرسن، ما هي الصعوبات التي قد تواجهكم؟ وهل هناك أي تدخلات أو ضغوط خارجية تمارس على الأمم المتحدة أو عليكم شخصياً؟

السيد بيدرسن: كلا، أعتقد أن الضغط الوحيد الذي يمارَس عليّ هو من قبل الشعب السوري، وهو يجب أن يواصل ممارسة الضغط علي، أعتقد أن هذه هي مهمته. أعتقد أن هناك العديد، العديد من التحديات، طبعاً عندما تجلس لإجراء مناقشات بعد ثمانية أعوام ونصف من النزاع، فإن التحدي الأول الذي تواجهه في حقيقة الأمر يتمثل في المقدرة على الجلوس والاستماع إلى بعضكم البعض. أعتقد أن اللجنة قد واجهت هذا التحدي ببراعة. تعلم أنه يتوجب عليّ أن أقول بأنني حقاً معجب بالطريقة التي سارت بها الأمور خلال أسبوع المناقشات هذا. ولا بد لي أن أقول أيضاً، أعتقد، أن جميع محاوريّ يفهمون أن هذا من أجل السوريين أنفسهم، أن يقوم أعضاء اللجنة، بالبدء بالعمل الجدي، وأنا كلي أمل بأنه وبغض النظر عن الدعم المقدم، أن الداعمين الدوليين سوف يبقون على بعض المسافة وسوف يسمحون للجنة بالاستمرار في القيام بعملها وسوف يطلبون مشورتي، تيسيري، متى احتاج الأمر ذلك، ونحن نعمل لغاية الآن بشكل جيد للغاية مع بعضنا البعض.

س: السيد بيدرسن، دورك كميسّر، ألا يتطلب منك هذا أن تعيد النظر في الأولويات التي يقوم عليها عملك؟ مؤتمر سوتشي والمسائل المتعلقة بمكافحة الإرهاب، تم رفض ورقة مكافحة الإرهاب، ألا تعتقد أن مناقشة هذه الجزئية هو أمر ذو أهمية قصوى؟

السيد بيدرسن: اسمع، دوري كميسّر يتمثل في الجمع بين الأطراف، وسأواصل القيام بهذه المهمة، بجدية بالغة، أستطيع أن أؤكد لك. وهناك، بالطبع، في هذه المرحلة من المناقشات، العديد، العديد من القضايا التي يختلفون عليها، ولكن يجب أن تسأل، أعتقد أنه ستسنح لك فرصة لقاء كلا الرئيسين المشاركين بعدي، أولاً، الرئيس المشارك الذي رشحته الحكومة وبعد ذلك الرئيس المشارك الذي رشحته المعارضة. لذا، اسألهما، ولكن أعتقد أنك لو كنت في القاعة لكنت فوجئت فعلاً بمدى توافقهم. وعندما نغوص في التفاصيل تجد أن هناك العديد من القضايا التي يوافق عليها الـ 45 بالفعل. وأنا لست هنا اليوم للقيام بهذا، لكن هناك الكثير من القواسم المشتركة التي أعتقد أننا سنتمكن من البناء عليها خلال الجولة المقبلة من المناقشات.

س: للإيضاح فقط، هل دخلتم فعلاً في نقاش بشأن مواد الدستور، هل تقرر بعد ما إذا كنتم ستكتبون نصاً جديداً أم أن هذه مراجعات للنص القائم؟ وأخيراً، ذكرتم "قضايا مؤلمة" ما هي القضايا المحددة التي كانت أكثر إيلاماً في هذه المناقشات؟

السيد بيدرسن: كما قلت، لقد كان أسبوعاً جيداً جداً، حيث تم تناول جميع القضايا المرتبطة بالنزاع في سوريا والمرتبطة بوضع دستور جديد، وكما قلت، هناك عملية تعلّم من خلالها الأعضاء، على ما أعتقد، أن يصغوا لبعضهم البعض. اسمح لي ألا أدخل نوعاً ما في تفاصيل النقاش، فالنقاش بحد ذاته سيكون سرياً، والأمر يعود للأطراف أنفسهم فيما يتعلق بإخباركم بالمناقشات التي دارت بينهم، أعتقد أنك لو أصغيت إلى بعض أعضاء اللجنة لكانوا أخبروك بالفعل بما تناقشوا بشأنه. فبالطبع، وهذا ليس سراً، هم تناقشوا بشأن قضايا متعلقة بسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، وبالطبع تناقشوا أيضاً بشأن قضايا متعلقة بالإرهاب، وتناقشوا بقضايا مرتبطة بأهمية مؤسسات الدولة، وتناقشوا بقضايا متعلقة بسيادة القانون، وأهمية ذلك، والفصل بين السلطات، جميع القضايا التي لك أن تتخيلها والمرتبطة بصياغة الدستور. كما قلت منذ اليوم الأول، دعونا لا نبدأ بالتركيز على ما إذا كان هذا حول تعديل الدستور أم اعتماد دستور جديد، دعونا نركز على الجوهر، وبعدها نأمل أن نرى أن السوريين أنفسهم يخلصون إلى ما إذا كان هذا تعديلاً أو دستوراً جديداً.

س: السيد بيدرسن هلا تفضلت بإعطائنا تفاصيل محددة؟ لقد سمعنا أن مجموعة الحكومة كانت أول من قدم ورقة، وبعدها كانت هناك أوراقاً أخرى، هل لك أن تعطينا مزيداً من التفاصيل؟ أيضاً، كيف تشعر بشأن الخلافات في صفوف مجموعة المجتمع المدني؟

السيد بيدرسن: سوف لن أخوض في مزيد من التفاصيل بشأن المناقشات، أعتقد أننا نرى في المجتمع المدني، كما ذكرت في حفل الافتتاح، أنه مجموعة تمثل صورة كبيرة ومحترمة للمجتمع السوري. فهم لا ينتمون إلى مجموعة سياسية واحدة، وهم يمثلون ميولاً سياسية مختلفة، مجتمعات مختلفة، جل الفكرة أنهم يمثلون تنوعاً واسعاً للمجتمع السوري. وبالتالي، ليس من العدل أن نقول بأنهم يمكن أن يتكلموا بلسان شخص واحد، فهم يمثلون، كما قلت، مجتمعات مختلفة وسوف يواصلون مناقشة كيفية العمل معاً وكيف سيتواصلون مع الأعضاء الـ 35 الآخرين الذين يشكلون أيضاً جزءاً من تلك المجموعة.

س: السيد بيدرسن، هناك عشرات الآلاف من المعتقلين والأشخاص النازحين قسراً في سوريا، هل تم إحراز أي تقدم في هذه الاجتماع فيما يتعلق بهذه القضية؟ هل أنت راض عن جانب الحكومة والمعارضة في هذا الشأن؟

السيد بيدرسن: بالطبع أنا أتناقش بشأن هذه القضايا خارج هذه القاعة، إذاً، وكما قلت سابقاً، فإنني أستخدم مسارين على هذا الصعيد، أحدهما يتمثل في العمل الذي نقوم به معاً مع تركيا وإيران وروسيا ولدينا مساعدة لجنة الصليب الأحمر الدولية. وثم هناك مسار منفصل حيث أتناقش بشكل مباشر مع الأطراف بشأن كيف يمكننا المضي قدماً على صعيد ما أسميه عمليات إطلاق سراح كبيرة وخصوصاً فيما يخص النساء والأطفال والمسنين. وسأواصل ممارسة الضغط للتمكن من تحقيق ذلك.

س" شكراً على هذه الإحاطة سيد بيدرسن. لدي نقطتان، أو تصريحان، تحدثتم عن ضغط الشعب السوري عليكم وما تناقشتم بشأنه مع السيد غوتيريش عندما قال إن الوقت قد حان لوضع حد لهذه اللعبة المرتبطة بسوريا. بعبارة أخرى، هل ستؤدي اجتماعات هذه اللجنة إلى إنهاء هذه اللعبة التي يدفع ثمنها الشعب السوري؟ وفيما يخص ضغوط الشعب السوري، ماذا سيكون دوركم على صعيد رفع العقوبات القسرية والأحادية الجانب ضد هذا الشعب العظيم والمتألم؟

السيد بيدرسن: فلنكن دقيقين. كما قلت، ربما ليس لك، ولكنني قلت عدة مرات، أملي هو أن تكون اجتماعات اللجنة الدستورية مدخلاً إلى العملية السياسية الأوسع نطاقا، كما آمل أن نستطيع البدء في بناء شيء من الثقة داخل اللجنة الدستورية التي يمكن أن يكون لها أثر إيجابي على العملية السياسية الأوسع نطاقاً، ومن ثم آمل أن يكون لهذه العملية السياسية الأوسع نطاقاً مرة أخرى أثر إيجابي على عمل اللجنة الدستوريه.

س: السيد بيدرسن ذكرت من قبل أن اللجنة الدستورية ليست الحل وأن علينا العمل ضمن أحكام القرار 2254. ما هي القضايا الأخرى الواردة في هذا القرار؟ وهل تسمح الولاية المنوطة باللجنة بأن تقوم اللجنة بمناقشة أي مسائل أخرى بالإضافة إلى المسائل الدستورية؟

السيد بيدرسن: سأقولها بهذا الشكل: اللجنة الدستورية ستتناقش بشأن ما يكفي من المسائل بطبيعة الحال، ولقد اتفقنا على أننا سنحاول حماية اللجنة الدستورية لكي تستطيع التركيز على عملها. لذا، بالطبع أنت تعلم أن القرار 2254 يتضمن العديد من الجوانب المختلفة ذات الصلة بإيجاد حل سياسي للأزمة. حتى إنها مذكورة في مدونة قواعد السلوك (المعايير المرجعية)، التي اتفقنا بشأنها بين الحكومة والمعارضة، نحن نأمل أنه عندما نمضي قدماً في الدستور الجديد، سيكون هناك أيضاً انتخابات قادمة بعد ذلك، تشرف عليها الأمم المتحدة، كما يذكر القرار الحاجة إلى وقف إطلاق النار في جميع أرجاء البلاد، ونحن لا زلنا ندعو إلى ذلك، أن نتمكن من رؤية وقف لإطلاق النار في الشمال الغربي والشمال الشرقي. ويدعو القرار كذلك إلى اتخاذ تدابير لبناء الثقة، وهناك العديد من الأشياء التي أستطيع ذكرها هنا، ولكن هناك قضية واحدة بالتحديد، سبق أن تطرقت إليها، وهي المتعلقة بالمخطوفين والمعتقلين والأشخاص المفقودين، فهو إذا جدول أعمال واسع النطاق.

س: السيد بيدرسن، بينما تعقدون هذا الاجتماع هناك هجوم شرس تشنه تركيا، هناك تدمير شامل لقرى وبلدات بأسرها وهناك قتل لمئات الأشخاص، هل قمتم أثناء هذا الاجتماع بالتنديد بهذا العدوان الشنيع؟ وقبلك قال أحدهم أن نسبة الأكراد ستكون 5 في المائة، وما نراه الآن هو أن الأكراد ممثلون بنسبة تقل عن 2 في المائة، ما قولك في ذلك؟

السيد بيدرسن: أقول إننا سمعنا أصواتاً واضحة أيضاً من المجتمع الكردي في اللجنة، وكما قلت بالفعل فإننا نناشد بقوة، وأنت سمعت البيانات الصادرة عن الأمين العام، وعني، وأيضاً عن مستشاري للشؤون الإنسانية بشأن الوضع في الشمال الشرقي، وبشأن الوضع في الشمال الغربي وكما قلنا، نحن ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار واحترام وقف إطلاق النار هذا.

س: سيد بيدرسن، هل المناقشات الدائرة هي مناقشات فنية بشأن الدستور أم أنها مناقشات سياسية فنية تهدف إلى تسجيل بعض التقدم؟ وهل بإمكانكم إعطاءنا نسبة مئوية، ما هي برأيك نسبة التقدم المحرز خلال الأسبوعين الماضيين؟

السيد بيدرسن: هذا [سؤال] ذكي، فلو بدأت بإضافة نسب مئوية ستقول لي في النهاية أن العملية الحسابية ليست صحيحة. أعتقد أن هناك العديد من المستويات المختلفة التي يمكنك قياس نجاح هذا الاجتماع الأول من خلالها، وأنا قلت إنه بالنسبة لي، ما يهم هو أنهم اجتمعوا، أنهم استمعوا لبعضهم البعض، أنهم تعاملوا مع بعضهم البعض باحترام، بأنهم تمكنوا من العمل بمهنية وأنهم تمكنوا من مناقشة ما أسميه "قضايا مؤلمة"، قضايا جوهرية مرتبطة بالعمل الدستوري للجنة، وأعتقد أنها كانت بداية جيدة جداً. وليس بالضرورة بالنسبة المئوية، ولكن برأيي، كان استهلالاً جيداً جداً، وبداية جيدة جداً وآمل، كما قلت، أننا سنواصل بهذه الروح في المفاوضات المقبلة التي سنجريها هنا في جنيف.

شكراً جزيلاً