تصريحات صحفية للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا السيد جير أو بيدرسن عقب الإحاطة التي قدمها أمام مجلس الأمن

22 نوفمبر 2019

تصريحات صحفية للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا السيد جير أو بيدرسن عقب الإحاطة التي قدمها أمام مجلس الأمن

لقد أجريت نقاشاً جيداً للغاية مع المجلس في الجلسة العلنية والجلسة المغلقة التي تلتها. لربما سمعتم أن هناك دعماً كاملاً للعمل الذي نقوم به في جنيف – طبعاً، لقد رحبوا ببدء أعمال اللجنة الدستورية. وقدمتُ شرحاً مفصلاً إلى حد ما لما أعتقد أننا حققناه لغاية الآن. وكما قلت من قبل، أعتقد أن الأمور في هذه المرحلة سارت بشكل أفضل فاق بكثير توقعات معظم الناس. وأتطلع قدماً للاجتماع مرة أخرى يوم الإثنين مع هيئة الصياغة المكونة من 45 عضواً لمواصلة المناقشة هناك.

كما أكدت بالطبع على أن اللجنة الدستورية، هي، بطبيعة الحال، جزء واحد من العملية السياسية. وأننا نحتاج أن نرى أنه سيتم إحراز تقدم على صعيد قضايا أخرى. ولكنني بالطبع، أركز، واعتباراً من الآن، على عمل اللجنة الدستورية، وما زلت أناشد من أجل إطلاق سراح المعتقلين والأشخاص الذين تم اختطافهم، والمزيد من المعلومات بشأن الأشخاص المفقودين.

ولكن مرة أخرى، اجتماع جيد، ودعم كامل من مجلس أمن موحد، وهذا أيضاً شيء طيب.

س: إلى جانب اللجنة الدستورية، ما هي العناصر التي تحتاجون إلى تحقيقها من أجل الحديث عن أي انفراج سياسي؟ وأيضاً، أتساءل عما إذا كنتم تعتقدون أن الأزمة المالية في لبنان قد تؤثر على الوضع في سوريا؟

السيد بيدرسن: أعتقد أن أحد التحديات الرئيسية، طبعاً بعد تسع سنوات من النزاع، يتمثل فيما أسميه الانقسامات العميقة داخل المجتمع السوري ونحن بحاجة إلى عملية سياسية يمكنها تضميد الجراح في المجتمع السوري، ولدينا، على ما أعتقد، عدداً ليس بقليل من الأفكار حول كيف يمكننا المضي قدماً على هذا الصعيد. لقد ناقشت ذلك مع المجلس، كما أنني أناقشه عندما أكون في دمشق، وأناقشه مع المعارضة، وبالطبع، مع المجتمع الدولي الأوسع نطاقاً. وأعتقد، ويحدوني الأمل، بأننا سنرى أنه سيتم اتخاذ خطوات في هذه العملية.

س: سمعنا في وقت سابق اليوم من المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، وما قاله هو أن الولايات المتحدة لم تفعل أي شيء غير قانوني عندما قامت بتأمين النفط في شرق سوريا. وكنت أتساءل عما إذا كان بوسعك أن تخبرنا إن كان هذا قانونياً أو غير قانوني بموجب القانون الدولي. وسؤالي الثاني هو، هل لديكم موعد نهائي لعمل اللجنة الدستورية؟

السيد بيدرسن: كلا، ليس لدي موعد نهائي لعمل اللجنة الدستورية. ولكننا اتفقنا على أننا سنعمل بشكل جدي. وأننا سنحرز تقدماً. وأنني سأقدم تقاريراً بشأن عمل اللجنة إلى مجلس الأمن.

وما أعتقد أنه مهم هو أنه وبينما يتم إحراز تقدم في عمل اللجنة، ينبغي أيضاً أن نرى تقدماً على صعد أخرى.

س: وسؤالي الأول بشأن ملاحظات جيمس جيفري؟

السيد بيدرسن: هذا ما أسميه سؤالاً بلاغياً. أعتقد أنك تعرف الإجابة على ذلك.

س: المبعوث الخاص، أتسمحون لي بالعودة إلى تعليقات جاءت على لسان الرئيس المشارك من جانب الحكومة السورية أحمد الكزبري؟ حيث قال في مؤتمره الصحفي إن أي دستور يحتاج أن يحافظ على ما وصفه بالثوابت الوطنية. لقد استخدم هذه العبارة عدداً من المرات. ولربما تعلمون أن هذا لا بد وأنه يرمز إلى حكم سلالة آل الأسد الذين سيحتفلون قريباً بمرور 50 عاما على حكمهم القمعي. ومن الواضح، أنه في مرحلة ما، سوف تواجهون نقطة حرجة يتوجب عليكم حينها معالجة هذه المسألة.

السيد بيدرسن: أعتقد أنني سأتفاجأ كثيراً لو لم تروج الأطراف في هذه المرحلة من اللجنة الدستورية لآرائها الأساسية، وهي المواقف الأساسية. هذه الأيام هي أيام مبكرة جداً جداً. لقد أجرينا مناقشات جيدة، حيث تطرقنا تقريباً إلى جميع القضايا ذات الصلة باللجنة الدستورية. كانت هناك بعض الآراء التي أعتقد أنه تم الاتفاق عليها بالفعل. وثم، بالطبع، كانت هناك انقسامات عميقة حول قضايا رئيسية. 

 ولكننا نعرف ذلك. ولهذا السبب نحن نجلس معاً في جنيف. ولهذا السبب بدأنا المناقشات، وبعدها سنرى كيف ستتطور. وبعد ذلك أنا متأكد من أنه، ربما في غضون بضعة أشهر، سنتمكن من مناقشة ما إذا كان قد تم إحراز تقدم على صعيد المضي قدماً في الصياغة. ولكن هذه ستكون مناقشات بين السوريين.

س: لقد تكلم الممثل الأمريكي بوضوح عن موقفه الرافض لمساعدة دمشق في إعادة إعمار سوريا، وأيده الاتحاد الأوروبي. ما هو موقف الأمم المتحدة تجاه ذلك في الوقت الحالي عندما تبدو العملية السياسية وكأنها تسير من خلال اللجنة الدستورية؟ هل تدعم الأمم المتحدة الموقف الأمريكي؟ أو الموقف الروسي؟ أم أن لديها موقفها الخاص بها؟ هل تخططون لعقد أي اجتماعات مع السلطات الروسية قريباً؟

السيد بيدرسن: نعم، لدي خطط لذلك. ولكن من المرجح أن يتم الإعلان عن ذلك في وقت من الأسبوع المقبل. وآمل أن أعقد بعض الاجتماعات في المستقبل القريب.

إن هذا النقاش حول إعادة البناء والعملية السياسية هو، كما تعلم، موقف معروف جداً من الأمريكيين ومن الأوروبيين. ولقد كرروا ذلك اليوم. ولكن، في نفس الوقت، لاحظت أيضاً أنهم يؤكدون على أنه في حال تم إحراز تقدم على الجبهة السياسية، فإنهم على استعداد للمشاركة. وأعتقد أن هذا ما أريد التأكيد عليه. وهذا ما أريد أن أعمل عليه.

س: من الواضح أنه ليس لديكم إطار زمني ولربما ليست فكرة جيدة أن يتم وضع إطار زمني لأي مفاوضات، لكن ما هي العتبة الممكنة؟ أو ما هي الأولوية في الجولة الثانية التي تبدأ يوم الإثنين؟ ما طبيعة الإنجاز الذي تريدون رؤيته بعد الجولة الثانية؟ وإذا جاز لي، متابعة تأثير الأزمة المالية اللبنانية على سوريا.

السيد بيدرسن: أعتقد أنه من المهم أن نتقبل أن تطوير المناقشات في جنيف بشأن اللجنة الدستورية سيستغرق بعض الوقت. هذه قضايا أساسية تتعلق بكيفية تنظيم الدولة. فالأمر يتعلق بالعقد الاجتماعي لمستقبل سوريا. والأمر يتعلق بالاستماع إلى الشعب السوري والاستجابة إلى تطلعات الشعب السوري. لن أضع عتبات لما أريد أن يحدث هذا الأسبوع، وثم الأسبوع المقبل. ولكن، ما أريد أن أراه هو إحراز تقدم مستمر. وآمل أن أتمكن من تقديم تقرير عن ذلك إلى مجلس الأمن في المستقبل أيضاً.

 

شكراً