نص المؤتمر الصحفي لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، السيد غير بيدرسون

9 فبراير 2023

نص المؤتمر الصحفي لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، السيد غير بيدرسون

لسيد بيدرسون: من الواضح أن الشعبين السوري والتركي يمُران بأوقاتٍ عصيبة. لقد شاهدتم جميعاً الصور وفيها ما يكفي للتعبير عن الوضع. إنها كارثة مروعة تفوق تصور أولئك الذين لم يعيشونها مثلنا. ولا توجد كلمات مناسبة للتعبير عن المعاناة التي يُمر بها الناس في كلا البلدين.

كما هو الحال في أي كارثة طبيعية تكون الساعات ال72 الأولى حرجة للغاية، ولقد تخطينا الآن حاجز ال72 ساعة.

بينما أتحدث إليكم يستمر عدد الضحايا في الارتفاع، في كلا البلدين، ولا يزال الكثيرون عالقين تحت الأنقاض، في هذا البرد القارس.

لقد تزامن الزلزال مع تفاقم الأزمة الإنسانية في شمال غرب سوريا، حيث وصلت الاحتياجات إلى أعلى مستوى لها منذ بدء الصراع.

في جميع المناطق المتضررة في سوريا، يؤكد العاملون في المجال الإنساني على الحاجة الماسة للاستعدادات اللوجستية ولفرق إنقاذ ذات خبرة ومراكز إيواء مؤقتة.

تُساهم الأمم المتحدة في حشد فرق الطوارئ وعمليات الإغاثة، كما هرع الكثيرون في المجتمع الدولي لتقديم الدعم.

على مدار أكثر من عقد، عانى السوريون وتفاقمت محناتهم الواحدة تلو الأخرى. وعلى الرغم من تلقيهم بعض المساعدة إلا أنها لم تكن كافية على الأطلاق. 

نحتاج إلى أمرين بشكل فوري: تسهيل الوصول وتعبئة الموارد.

هناك حاجة ماسة لتوفير المساعدات المنقذة للحياة للمدنيين أينما كانوا بغض النظر عن الحدود والخطوط. المساعدات مطلوبة بشكل فوري، وبأسرع الطرق، وأكثرها مباشرةً وفعالية.

كافة أنواع المساعدة مطلوبة.

تلك كانت الرسالة التي وجهتها اليوم لأعضاء مجموعه العمل المعنية بالشؤون الإنسانية ولكم أيضاً.

يجب الامتناع عن تسييس عمليات الاستجابة الطارئة. والتركيز بدلاً عن ذلك على ما هو مطلوب بشكل عاجل لمساعدة الرجال والنساء والأطفال ... الذين ما زال انقاذهم ممكناً ... أولئك الذين دُمرت حياتهم بفعل أحد أكثر الزلازل تدميراً التي شهدتها المنطقة منذ حوالي قرن.

لقد عانى هؤلاء بما فيه الكفاية، فبعد 12 عاماً من الحرب والنزوح، يتعرضون لمأساة إضافية في منتصف فصل الشتاء.

في مثل هذه الظروف يجب أن يكون إنقاذ الناس في مقدمة الأولويات وقبل أي شيء آخر. هذا هو المبدأ الذي يجب أن نسترشد به جميعاً. 

شكراً لكم.

 

سؤال: هل كان هناك أي مؤشر خلال الاجتماع حول إمكانية فتح معابر حدودية إضافية؟ هل أسفر نقاشكم مع الجانب السوري أو الروسي عن أي شي في هذا الصدد؟

 

السيد بيدرسون: بدايةً، أود أن أقول أنني اندهشت بوحدة المواقف بين الدول التي شاركت في اجتماع اليوم. فيما يتعلق بالمعابر الحدودية، كما تعلم، كانت هناك مشكلة بسبب تدمير الطرق المؤدية إلى المعبر. لكن تم التأكيد اليوم على أننا سنكون قادرين على توصيل الدفعة الاولي من المساعدة، وسيكون هناك المزيد. 

كما وجهنا نداءً قوياً اليوم لاستخدام جميع الوسائل الممكنة، سنقوم بعمليات الإيصال عبر الحدود وعبر الخطوط. لذلك، فنحن بحاجة إلى الدعم للوصول إلى الشمال الغربي، وللذهاب إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة التي تضررت بشدة، تم ذكر حلب وحماة خلال الاجتماع اليوم، ونعلم أن هناك بعض الدعم وصل بالفعل إلى مطاري حلب ودمشق.

 

سؤال: السيد بيدرسون، هل تعتقد أن الوقت قد حان الآن لرفع بعض العقوبات الأحادية الجانب عن سوريا بسبب هذا الوضع؟

 

السيد بيدرسون: نحن بحاجة إلى بذل قصارى جهدنا للتأكد من عدم وجود عوائق على الإطلاق تحول دون تقديم الدعم المنقذ للحياة المطلوب في سوريا. لقد ناقشت هذه المسألة، لا سيما مع ممثلي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذين أكدوا على أنهم سيقومون بما في وسعهم للتأكد من عدم وجود عوائق تمنع وصول المساعدة إلى سوريا خلال عمليات الإنقاذ الحالية. وبإمكان أي جهة مطلعة على وجود أية عوائق أن تتواصل معنا لأخبارنا وسنقوم بالتأكد بأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على دراية بوجود هذه العوائق. يجب أن يصل الدعم المطلوب.

 

سؤال: قالت الحكومة السورية إنها مستعدة للمساعدة في توزيع المساعدات على المناطق التي لا تقع تحت سيطرتها. ما نوع الضمانات التي لديك بخصوص في هذا الشأن، وكيف تم تلقي هذا الخبر من قبل المعارضة والمجموعات الأخرى التي يمكن ان تكون تحدثت اليها؟

 

السيد بيدرسون: المأساة في سوريا كما قلت هي أن الحرب والصراع مستمران منذ 12 عاماً، والبلد مقسم فعلياً إلى ثلاثة أجزاء على الأقل، وقد تضررت منطقتان بشكل خاص، المناطق في الشمال الغربي والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة أيضاً. لذا، ما نحتاج إلى التأكد منه الآن هو عدم وجود عوائق سياسية تحول دون وصول المساعدات للأشخاص المتضررين. تلك كانت رسالتي للاجتماع ولكم. وسأنقل نفس الرسالة إلى السلطات السورية وإلى كل من يستطيع مساعدتنا في الوصول إلى المحتاجين.