نص ملاحظات المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، السيد جير بيدرسن
مرت بضعة أيام على وصولي إلى دمشق، حيث عقدنا اجتماعات مع قيادة هيئة تحرير الشام وفصائل مسلحة أخرى، بما في ذلك ممثلين عن هيئة التفاوض السورية، ممثلين عن عائلات المعتقلين والمفقودين، ممثلين عن المجتمع المدني واسع النطاق، وبالطبع عدد كبير من النساء الناشطات والأطراف الأخرى.
أود أن أشير الى أنه، رغم مرور 11 يوما فقط منذ وصول هيئة تحرير الشام والمجموعات الأخرى إلى دمشق، فإن ما يحدث يمثل خطوة أولى نحو بداية جديدة لسوريا. هناك الكثير من الأمل في أن تشهد البلاد تحولاً جوهريًا يضعها على مسار جديد يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254. هذا التحول يشمل تبني دستور جديد يرسخ عقدًا اجتماعيًا يضمن الحقوق لجميع السوريين. كما أننا نطمح لرؤية انتخابات حرة ونزيهة تُجرى بعد فترة انتقالية، بما يتماشى مع المعايير المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن 2254.
لكن بالطبع، وكما تعلمون جيدًا، هناك بعض التحديات. أولاً، الصراع لم ينتهِ بعد. نعم، هناك استقرار في دمشق، لكن هناك تحديات في بعض المناطق، وبالطبع أحد أكبر التحديات هو الوضع في الشمال الشرقي. أنا سعيد جدًا بأن الهدنة قد تم تجديدها ويبدو أنها صامدة، ولكن نأمل أن نرى حلاً سياسيًا لهذه القضية. ثم التحدي الثاني، وهو بالتأكيد تحدٍّ كبير كما تعلمون جميعًا، هو حجم التحديات الاقتصادية. نحن بحاجة إلى مساعدة إنسانية فورية، ولكن يجب أيضًا أن نتأكد من أن سوريا يمكن أن تُعاد بناؤها، وأن نرى التعافي الاقتصادي، وأن نأمل أن نرى بداية لإنهاء العقوبات. وثالثًا، وليس الأخير بالطبع، هو أهمية ضمان أن تكون لدينا عملية انتقال سياسي ذات مصداقية وشاملة تشمل أوسع نطاق ممكن من المجتمع السوري والأطراف السورية.
لقد أعربنا للإدارة الجديدة عن أن الأمم المتحدة هنا للمساعدة والدعم، ونأمل في تعاون وثيق يمكننا من خلاله المضي قدمًا معًا بشأن جميع القضايا الحرجة لسوريا، وأنا أتطلع بشدة إلى مواصلة هذا الحوار.
شكرًا لكم.