تصريحات صحفية للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، جير أو بيدرسن أثناء الحدث الذي نظمه الاتحاد الأوروبي بشأن سوريا

24 سبتمبر 2019

تصريحات صحفية للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، جير أو بيدرسن أثناء الحدث الذي نظمه الاتحاد الأوروبي بشأن سوريا

عزيزتي الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي ونائبة رئيس المفوضية فريديريكا موغيريني، والوزراء وأصحاب السعادة والزملاء والسيدات والسادة الأعزاء، كم هو جميل أن نرى هذا العدد من الأصدقاء هنا اليوم.

 

بالأمس، وللمرة الأولى منذ فترة طويلة، تلقى الشعب السوري بعض الأخبار الإيجابية.

 

سوف أتحدث عن ذلك الأمر بعد قليل.

 

ولكن علينا أولاً ألا ننسى هذا: لقد عانى الشعب السوري من نزاع استمر ثمانية أعوام ونصف.

 

إن مدى المعاناة التي تكبدوها والآفاق القاتمة لمستقبلهم يثيران قلقنا العميق.  

 

وتتمثل مهمتنا في مساعدة الأطراف السورية والشعب السوري في إيجاد الطريق الذي سيخرجهم من هذه المأساة – طريق يحافظ على كرامتهم ويحمي حقوقهم.

 

لقد أعلن الأمين العام بشكل رسمي الأمس عن اتفاق حكومة سوريا وهيئة التفاوض السورية المعارضة بشأن ما نسميه لجنة دستورية ذات مصداقية ومتوازنة وشاملة للجميع تقوم الأمم المتحدة في جنيف بتيسيرها.

 

يالها من تجربة تلك التي حدثت لي يوم الأمس في دمشق، حيث صافحت وزير الخارجية المعلم وقلت "لدينا اتفاق". وبعدها فوراً اتصلت برئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة الذي كان في نيويورك، د. الحريري، للتشاور. وقلت له أيضاً كم أنني كنت سعيداً بأننا توصلنا إلى اتفاق بشأن اللجنة الدستورية. وكما ذكرت فريديريكا للتو، هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها الأمم المتحدة بتيسير اتفاق مباشر بين الطرفين.

 

ويجري إنشاء وعمل هذه اللجنة الدستورية ذات الملكية والقيادة السوريتين وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254 (2015).

 

وهي تقوم على التزام قوي بحل سياسي يلبي التطلعات المشروعة لجميع السوريين وبسيادة البلاد واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها.

 

وبالطبع، أود أن أقر بأنه ما كان بالإمكان التوصل إلى هذا الاتفاق لولا المشاركة البناءة للحكومة، وعلى وجه الخصوص، وزير الخارجية المعلم، وفعلاً بدون المشاركة البناءة للمعارضة بقيادة رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري.

 

ويتطلع الأمين العام، وأنا كذلك، إلى الاجتماع بهما هنا في نيويورك في الأيام القادمة، وسوف أبدأ بعد ذلك في إجراء مناقشات معهما بشأن إطلاق اللجنة وبدء أعمالها الأولية.

 

وأعتقد أنه بإمكاني القول بشيء من الثقة بأنه سوف يتم إطلاقها قريباً جداً.

 

لقد كان تيسير هذا الاتفاق مسؤوليتي، ولكنني بالطبع كنت بحاجة إلى مساعدة الأصدقاء والشركاء. والعديد منكم موجود في هذه القاعة اليوم.

 

اسمحوا لي أن أشكر حكومات روسيا وتركيا وإيران – حيث كانت مشاركتهم الدبلوماسية الداعمة لتيسير الأمم المتحدة مفيدة للغاية.

 

واسمحوا لي أيضاً أن أشكر أعضاء المجموعة المصغرة – الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية وألمانيا ومصر وفرنسا والأردن.
 

كما أنني أعرب عن تقديري للدعم الموحد الذي قدمه مجلس الأمن وأعضاءه. وأعتقد أنه من اللائق بشكل خاص أن نقول إن الاتحاد الأوروبي وأعضاءه قد أيدوا جهودي بقوة، كما سمعتم للتو من الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي هنا اليوم.

 

وأود على وجه الخصوص أن أبعث برسالة إلى المجتمع السوري النابض بالحياة، وقطاعاته العريضة التي تشاورت معها في إطار الجهود الرامية إلى صياغة هذا الاتفاق. إنه اتفاق بين الحكومة السورية والمعارضة، ولكن يوجد في هذا الاتفاق مكان للمجتمع السوري وهو أمر ذو أهمية خاصة بالنسبة لي. إنني أتفهم لهفته لإحراز تقدم، كما أنني أقر بالتزام جميع السوريين، من جميع مناحي الحياة، إزاء بلدهم الحبيب.

 

فتطلعاتهم المشروعة نحو المستقبل تُجسد المهمة التي يتعين على اللجنة الدستورية معالجتها، وهذه مهمة يجب أن تستوقفنا وتُلهمنا.

 

وتعد المشاركة المجدية للنساء والرجال السوريين مسألة ذات أهمية بالغة للتوصل إلى سلام مستدام في سوريا.

ولقد عملت الأمم المتحدة بجد لضمان أن تكون المرأة موجودة على الطاولة، كما أنني عملت مع جميع الجهات من أجل تمثيلها تمثيلاً فعّالاً في اللجنة الدستورية.

وسأواصل إعطاء الأولوية للمشاركة الكاملة للمرأة في جميع جوانب العملية السياسية.

 

وفيم يتعلق بالمضي قدماً، فإننا بحاجة للعمل على ما هو أكثر من اللجنة الدستورية إذا ما كان لسوريا أن تنتقل إلى مستقبل جديد.

 

وما تأسيس اللجنة الدستورية سوى خطوة أولى، ولكنها مهمة، في هذه العملية. حيث أنها تفتح باب التنفيذ لقرار 2254، بما فيه إجراء انتخابات حرة ونزيهة في نهاية المطاف، تتم بإشراف الأمم المتحدة بمشاركة جميع السوريين، بمن فيهم مواطنو الشتات.
 

ولكن، ولكي يتحقق هذا الأمر، وهذا شيء مهم، يجب علينا بناء ما يكاد يكون غير موجود تماماً في سوريا – ألا وهو الشعور بالثقة – بين السوريين، وبين سوريا والعالم الخارجي. ليس هناك بديل سوى العمل سوية لتحديد كيفية المضي معاً على طريق أفضل.
 

وفي هذا الصدد، لدي قناعة بأن اتخاذ إجراءات حقيقية بشأن المعتقلين والمخطوفين والأشخاص المفقودين – بشكل مجدي وعلى نطاق واسع – يعد أمراً فائق الأهمية لنجاح أي عملية سياسية ذات مصداقية.
 

وسأواصل الدفع تجاه إحراز تقدم على صعيد هذه المسألة ذات الأهمية الحاسمة.
 

وبالتوازي مع ذلك، يجب علينا بالطبع أن نضمن وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع أولئك الذين يحتاجون إليها، وأن تكون الظروف مواتية للسماح بالعودة الآمنة والكريمة والطوعية، كما ينبغي علينا مواصلة دعم بلدان الجوار التي استضافت لاجئين سوريين بسخاء، كما ذكرت فريديريكا للتو.
 

وفي الختام، أود أن أشكرك، فريديريكا، على عقد هذا الاجتماع، وعلى الدعم الذي قدمته لنا منذ أن بدأتُ هذه المهمة.

شكراً.

 

نيويورك، 24 أيلول/سبتمبر 2019