نص الإحاطة الإعلامية التي أدلى بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، السيد جير أو بيدرسن، قبل انعقاد الاجتماع الرابع للهيئة المصغرة للجنة الدستورية السورية

29 نوفمبر 2020

نص الإحاطة الإعلامية التي أدلى بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، السيد جير أو بيدرسن، قبل انعقاد الاجتماع الرابع للهيئة المصغرة للجنة الدستورية السورية

شكرا جينيفر، ويسرني رؤيتكم جميعا. نحن الآن نتحدث مع أصدقائنا في نيويورك، فأهلا وسهلا بكم أيضا.

لقد اختتمت اجتماعي للتو مع مجموعة المجتمع المدني، أي ما يسمى بالثلث الأوسط، الذي يشكل جزء من هيئة صياغة مشروع الدستور في اللجنة الدستورية، وقبل ذلك التقيت بممثلي الوفد الحكومي ووفد المعارضة، وطبعا الرئيسين المشاركين. يسرني القول انه بعد نقاشات مكثفة مع السلطات السويسرية والسلطات الصحية السويسرية ومنظمة الأمم المتحدة في جينيف، وبالتعاون مع الوفود الثلاثة، سنتمكن من بدء الاجتماع غدا في تمام الساعة العاشرة صباحا.   

سيبدأ الاجتماع غدا، وكما تعرفون أننا عقدنا اجتماعنا الأخير هنا في جينيف في أواخر شهر آب، ومنذ ذلك الحين تمكنا من إجراء بعض المفاوضات مع الرئيسين المشاركين بخصوص جدول أعمال الاجتماع القادم. كما اتفقنا مع الرئيسين المشاركين على تطبيق جدول أعمال الاجتماع السابق ومناقشة ما يسمى بالأسس والمبادئ الوطنية، وعقد الاجتماع قبل حلول نهاية العام، إذا سمحت حالة جائحة كوفيد-19، وعقد الجلسة الخامسة في شهر كانون الثاني والتي ستركز على المبادئ الدستورية أو المبادئ الأساسية للدستور.  

لقد سافرت بشكل مكثف قبل هذه الجلسة، وعقدت اجتماعا في دمشق مع وزير الخارجية الراحل السيد وليد المعلم، ثم مع حزب المعارضة في المجلس الوطني السوري، ومع السلطات التركية في أنقرة، ومع أمين عام الجامعة العربية في القاهرة، وطبعا مع وزير الخارجية المصري السيد سامح شكري، ثم عقدت اجتماع مكثف مع وزير الخارجية لافروف في موسكو ومع مسؤولين روسيين آخرين، ومن ثم ذهبت إلى طهران والتقيت بوزير الخارجية ظريف ومسؤولين آخرين، ومن ثم إلى الرياض والتقيت بوزير الخارجية هناك، وعدت إلى جينيف.

ما الذي يجعل ذلك مهما؟ نود رؤية تقدم في مسار اللجنة الدستورية، وطبعا ذلك يتم بإرادة السوريين أنفسهم، لكن من الضروري أيضا الحصول على دعم دولي واضح لعملنا، ويسرني القول ان الأمور من تلك الناحية كانت إيجابية. لذا إني أتطلع لعقد نقاشات مستفيضة خلال الأسبوع القادم لنتمكن من إحراز تقدم والبدء في عقد النقاشات حول المبادئ الدستورية خلال شهر كانون الثاني.

شكرا

 

سؤال: أود أن أطرح سؤال متعلق بالصورة العامة. عدد كبير من الأعضاء في المعارضة والدبلوماسيين الذين أتحدث معهم لديهم شكوك في هذا المشروع برمته، ويعتقدون أن الحكومة السورية تشارك في هذا المشروع فقط كجزء من تكتيك لخطة مماطلة لا نهاية لها لمجرد إشغال المجتمع الدولي. لقد مر على المشروع 15 شهر، ما الذي تمكنتم من تحقيقه على أرض الواقع؟

السيد بيدرسون: شكرا. لقد سررت لسماع صوتك مرة أخرى. لنكن صريحين، ليس هناك ما يدعو إلى عدم الصراحة فيما يتعلق بجميع التحديات التي واجهتنا خلال دفع العملية إلى الأمام. غدا، سنبدأ عقد الاجتماع الرابع، ومن الواضح أننا كنا نأمل أن نتمكن من دفع العملية إلى الأمام بسرعة أكبر. وجزء من العوامل التي لعبت دور في عدم تحقيق ذلك هي الخلافات من جهة وطبعا اندلاع جائحة كوفيد-19 في شهري شباط-آذار من هذا العام. لنكن صريحين أيضا ولنقل أننا كنا على علم ومنذ البداية أن تحقيق التقدم في النقاشات حول العملية الدستورية لن يكون سهلا. بعد مرور نحو 10 سنوات من النزاع، هناك غياب كبير للثقة بين الأطراف، وعرفنا أنه يتعين علينا التغلب على هذه الريبة العميقة، وكنا على علم أن العملية ستطلب وقتا ولن تكون سهلة. آمل أن يكون ما تمكنا من تحقيقه لغاية الآن بداية للبدء في بناء الثقة بين الأطراف، وعملية بناء الثقة تصبح لاحقا وسيلة لعملية سياسية ذات نطاق أوسع تشركنا في قضايا أخرى ضرورية لإحراز تقدم بشكل أكبر، مثل ملف الأشخاص المخطوفين والمعتقلين والمفقودين. إذا تمكنا من الاستمرار في بناء الثقة داخل اللجنة الدستورية، سيكون لذلك تأثير إيجابي على قضايا أخرى وعلى عملنا في اللجنة. وذلك طبعا يعتمد بشكل كبير على السوريين أنفسهم وأيضا على المجتمع الدولي، ولذا أعتقد أنه من الضروري حاليا التشديد على دعم المجتمع الدولي للعملية السياسية في سوريا.

سؤال: سؤالي مشابه لسؤال جيمس تقريبا، إذ تحدثت أيضا مع بعض القادة في المعارضة السورية المشاركين في هذه المحادثات، وهم يعبرون عن خوفهم أو قلقهم أن يكون الهدف من هذه المحادثات هو إجبارهم على الانسحاب وتحقيق النصر للحكومة السورية. هل لديكم مدة زمنية لهذه  المحادثات أم أن تاريخ عقدها غير محدد بعد؟ هل يمكنكم تزويدنا بمعلومات حول جدول أعمال الاجتماع الذي سينعقد في شهر كانون الثاني؟  

السيد بيدرسون: كما ذكرت سابقا، بحوزتنا الآن اتفاقية شاملة. اتفاقية لهذه الجولة من النقاشات، واتفاقية لجولة في شهر كانون الثاني حيث اتفق الأطراف أن يدور جدول الأعمال حول المبادئ الدستورية أو المبادئ الأساسية للدستور. أعتقد أن في كل مرة ألتقي مع الصحافة يسألوني سواء كان هناك موعد نهائي أو جدول زمني للنقاشات، والجواب هو كلا، لا يوجد جدول زمني ولا موعد نهائي للنقاشات، وذلك لأننا تعلمنا من تجارب أخرى أنه إذا قمنا بتحديد مدة زمنية، لا من أحد تمكن من احترامها لغاية الآن، والأهم من ذلك هو أننا اتفقنا على العمل بأسلوب يمكننا من إحراز التقدم وعلينا السعي باستمرار نحو تحقيق ذلك، وهذا ما اتفق عليه الطرفين قبل الدخول في هذه المفاوضات.

سؤال: ما الهدف الذي تودون تحقيقه في العام المقبل؟ هل سيتم إتمام عملية صياغة الدستور في عام 2021؟ وهل أنت متفائل تجاه إصدار بعض أجزاء الدستور على الأقل التي سيتم إنجازها بحلول العام المقبل؟

السيد بيدرسون: أملي هو البدء في إحراز تقدم في المناقشات الضرورية لنتمكن من التقدم، ومن ثم تزويد المقترحات المختلفة الممكن النقاش بها مع المجموعة الموسعة. لا أعرف متى سيتم ذلك، لكن آمل أن نستمر في إحراز التقدم وبناء الثقة، وذلك لن يتحقق في الاجتماع المقبل ولا خلال الاجتماع الذي يليه. خلال رحلاتي التفقدية في مختلف العواصم صرحت أن بعد 10 سنوات من النزاع وبعد 5 سنوات من تبني قرار مجلس الأمن 2254، حان الوقت لتقييم موقفنا، والسبب لذلك واضح: كنا على أمل إحراز تقدم أكبر في الملف السياسي. نحن على علم بأننا لم نرقى إلى مستوى توقعات الشعب السوري في أحراز التقدم الضروري لإنهاء معاناته. لذا آمل أن نتمكن من التركيز بشكل أكبر على العملية السياسية وجميع عناصر قرار مجلس الأمن 2254 وخصوصا خلال الهدوء النسبي الذي تشهده سوريا حاليا وبالرغم من الانتهاكات اليومية. ينص أحد عناصر قرار مجلس الأمن 2254 على أنه لاحقا لتبني الدستور الجديد سيتم عقد انتخابات، وحينئذ سأساهم في تنظيم هذه الانتخابات إذ أن ذلك يشكل جزء مهمتي، وهذا النص جلي في القرار سالف الذكر. أم في حال تم عقد الانتخابات بنفس طريقة الانتخابات البرلمانية أو في حال تم عقد الانتخابات الرئاسية الجديدة بناء على الدستور الحالي، فلن يكون ذلك جزء من مهمتي.

سؤال: ما الذي يضمن لكم رجوع المتفاوضين إلى الجلسة الخامسة بما أنهم لم يتمكنوا من إحراز أي تقدم خلال الجلسة الرابعة؟ سمعنا بعض التصريحات من جماعة المعارضة تقول بأنه سيتم منع السلطة الحالية من المشاركة في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية المقبلة بناء على الدستور الجديد. ما تعليقك بخصوص ذلك؟

السيد بيدرسون: لدينا تفاهم واضح مع الرئيسين المشاركين بخصوص كيفية تحريك العملية إلى الأمام. وكما ذكرت سابقا أننا قمنا بالتفاوض على اتفاقية شاملة لهذه الجولة وللجولة التي سيتم عقدها في شهر كانون الثاني. فلا توجد شروط مسبقة على الإطلاق أو أي أمور مرتبطة بهذا التفاهم. توقعاتي أن نتمكن من التحرك إلى الأمام بسلاسة وتطبيق جدول الأعمال المتفق عليه والوصول إلى الجولة التالية في كانون الثاني. للأسف لم أفهم السؤال الأخير تماما، لذا سنوافيكم به في وقت لاحق.

شكرا.