نص التصريحات التي أدلى بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، السيد جير أو بيدرسن، لمبادرة الحوار المتوسطي

1 ديسمبر 2020

نص التصريحات التي أدلى بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، السيد جير أو بيدرسن، لمبادرة الحوار المتوسطي

صباح الخير،

آسف لأنني لم أتمكن من التواصل معكم مباشرة اليوم وعلى عدم تمكننا من أن نكون معا في روما. كما تعرفون، لقد بدأنا اليوم الجلسة الرابعة من اللجنة الدستورية السورية. أود أن أوجه شكر خاص لباولو ماجري وفريق عمل المعهد الإيطالي لدراسات السياسات الدولية، ووزير الخارجية دي مايو ومبعوثه السوري باولو ديونيسي لاستضافتنا إلكترونيا وعلى دعمهم لجهود الأمم المتحدة بشأن سوريا.  

بحلول نهاية عام 2020، لا تزال الحالة في سوريا تشكل قلق كبير على معظم المستويات. فالعملية السياسية تتقدم ببطيء شديد، ومعاناة الشعب السوري تتزايد مع تدهور الاقتصاد ومعاناة اللاجئين أيضا مستمرة.

الجانب الإيجابي الوحيد في كل ذلك هو تواجد هدوء نسبي حل منذ شهر آذار، بالرغم من الانتهاكات العديدة، ووجود عملية سياسية ناشئة حديثا بين السوريين أوهي اللجنة الدستورية التي تجتمع حاليا في جينيف والتي ستجتمع مرة أخرى في شهر كانون الثاني، إذا سمحت جائحة كوفيد-19 لذلك.

 لكن مخاطر استئناف النزاع ما زالت موجودة، وفي هذه الأثناء، لم تتمكن أعمال اللجنة السورية من بناء الثقة أو تحقيق التقدم اللازم من أجل تجهيز وصياغة إصلاح دستوري حاصل على موافقة شعبية.

لقد قمت بمناشدة الأطراف السورية لاغتنام الفرصة خلال هذين الاجتماعين والبحث عن قاسم مشترك والبدء في شق طريق المسار الدستوري. كما ناشدت جميع الأطراف الدولية لتشجيع الأحزاب على السير إلى الأمام ومرافقتي للتأمل في موقفنا الحقيقي في مجرى تنفيذ قرار 2254.

بما أن النزاع أخذ اهتمام دولي واسع وأصبح في سوريا خمسة جيوش فعالة، لا يمكننا التظاهر بأن الحلول فقط في أيادي السوريين أو أن الأمم المتحدة قادرة على إيجاد حل لوحدها. فنحن بحاجة إلى دبلوماسية دولية بناءة بشأن سوريا، الأمر الذي يجعلني أستمر في السعي للتيسير بين الأطراف. من ذلك المنطلق، وخلال الشهر الماضي، قمت بزيارة كل من سوريا وتركيا ومصر وروسيا وإيران والسعودية، وقمت بعقد جلسات عن بعد مع أصحاب مصالح آخرين، واني أتطلع لإشراك الإدارة الأمريكية الجديدة عندما يحين الوقت لذلك.

من الواضح أنه لا يمكن لفاعل واحد أو مجموعة من الفاعلين فرض إرادتهم على سوريا أو إيجاد حل للنزاع – ولذا عليهم العمل معا، وبالرغم من الاختلافات فيما بينهم، هناك وجود لمصالح مشتركة بين الفاعلين الدوليين الأساسيين من حيث الاستقرار، السيطرة على الإرهابيين، اللاجئين، ومنع تصاعد النزاع. ولا بد لنا أن نعمل سوية على إيجاد حلول لكل منها.